تشرف مجموعة من تلاميذ المدرسة الوطنية لمهندسي المدينة بتلقي دعوة لحضور ندوة وطنية بعنوان الإدارة الاستراتيجية السياحية في خدمة التنمية المحلية وذلك يومي 19 و 20 نوفمبر 2023 بقصر الثقافة عبد الكريم دالي من تنظيم المدرسة الوطنية لمهندسي المدينة بالتعاون مع مركز الطالب i2E وتحت رعاية الوكالة السياحية “Conquête voyage” ومكتبة “OSCAR”. تنظيم هذه الندوة يهدف بصفة عامة إلى البحث برفقة مختلف الفاعلين عن حلول للارتقاء بالقطاع السياحي وتعزيز دوره في التنمية المحلية.

في اليوم الأول وبعد افتتاح الندوة تم الاستماع لآيات من الذكر الحكيم والوقوف للنشيد الوطني، لتبدأ بعدها مجريات الندوة في شقها الأول من الفترة الصباحية وذلك برئاسة السيد ويسي نبيل والسيد زناسني محمد أمين كمقرر للجلسة. لتبدأ بعدها مجريات الندوة ولعل أبرز المداخلات التي شدت الانتباه هي تلك التي كان لها ارتباط بالجانب البيئي ، خاصة كلمة السيد زناسني محمد أمين أستاذ بجامعة تلمسان تحت عنوان “تحسين تسيير النفايات المنزلية من أجل سياحة محلية أكثر جاذبية “، حيث ذكر في مداخلته بعض الأنشطة السياحية التي تتميز بإنتاج كبير للنفايات ، وأنشطة أخرى أقل تلويثا. ليعقّب بعدها على دور الجماعات المحلية في دعم السياحة غير الملوثة (صفر نفايات)، كما عرج على إدراج نشاط إعادة التدوير في الصناعة الحرفية.

في نفس السياق البيئي ، قدمت الأستاذة بجامعة تلمسان طيب نجاة مداخلة بعنوان ” السياحة والتنمية المستدامة ” موضحة أهمية دمج هذه الأخيرة في الميدان السياحي عن طريق إشراك جميع الفاعلين في ذلك مع ضرورة توفر الإرادة السياسية.
في مجال سوق العمل السياحي ، ألقى السيد مرغوب يزيد مدير التكوين المهني لولاية الجزائر محاضرته بعنوان “المهن الناشئة في المجال السياحي ” حيث اتضح أن القطاع السياحي أصبح متطلبا لمهن جديدة كونه معرَّض للكثير من التغيرات التي توجب التأقلم معها.

الأستاذة خربوش سمية أستاذة بجامعة تلمسان ألقت مداخلة بعنوان ”التشخيص السياحي للمدن السياحية: مرحلة أساسية لتنمية سياحية مستدامة (مدينة تلمسان كمثال)” تضمنت الخطوط الاستراتيجية المتعلقة بالحفاظ على التراث وتسييره وتثمينه، مع ضرورة اشراك المواطن وتحسيسه في سبيل ذلك. كما تطرقت إلى التشخيص الإقليمي والذي يعتبر وسيلة أساسية للتخطيط والتطوير الفعّال للأقاليم.

كما كان لعنصر الشباب نصيب من هذه الندوة وخصوصا في المجال الرقمي، وذلك من خلال عرض السيد قيداري فاروق المهدي عضو بمركز الطالب بتلمسان الذي قدم فيه شرحا لتطبيق إلكتروني من إنشائه يرافق مستخدمه في رحلته السياحية ويسهل عليه تنظيمها.

فيما قدم السيد درفوف أمين أستاذ ومسؤول بمركز الطالب بتلمسان عرضا يوضح أهمية اشراك المؤسسات الناشئة في التنمية السياحية المحلية وهو ما يوافق توجه السلطات الجزائرية الواضح نحو دعم المؤسسات الناشئة.

ناقش تلاميذ المدرسة المواضيع المعروضة بطرح الأسئلة بكل اهتمام وشغف تاركين انطابعا طيبا لدى الإطارات الحاضرة، حيث كانت هذه الندوة فرصة للاحتكاك بمختلف الكفاءات التي تنشط في المجال السياحي والتنموي وهو ما صنع لدى التلاميذ صورة جديدة ومختلفة حول الميدان السياحي.

اختتمت الندوة بمجموعة من التوصيات أبرزها:
- ضرورة اقتران الأنشطة السياحية بأسس التنمية المستدامة.
- وجوب توفر الإرادة السياسية من أجل تحقيق قفزة في القطاع السياحي.
- دعم المشاريع الحرفية الناشئة في مجال إعادة التدوير.
- العمل على الترويج للأنشطة السياحية النظيفة.
- أهمية إدراج المهن الناشئة في المجال السياحي في مراكز التكوين والجامعات استجابة لمتطلبات المجال السياحي في سوق العمل.
- ضرورة اشراك المواطن في مسار الحفاظ على التراث وتكثيف الجهود الرامية إلى حمايته من النهب.
- عصرنة النظام المصرفي وتعميم الدفع الإلكتروني.
- تهيئة أرضية ملائمة للشباب المبدع للترويج للسياحة.
- انجاز مشاريع سياحية ذات مردود ينعش الخزينة ويساهم في التنمية المحلية.